يغسل
يديه ثلاثاً ثم يستنشق ويستنثر بالماء ثلاثاً
لحديث
أَبِي هُرَيْرَةَt أَنَّ
النَّبِيَّ r قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلاَ يُدْخِلُ
يَدَهُ فِي الإِنَاء حتَّى يَغْسِلَهَا
ثَلاَثاً، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ». متفق عليه .
- اختلف أهل العلم في
حكم غسل اليدين ثلاثاً بعد الاستيقاظ من نوم الليل على قولين :
فمذهب الحنابلة على
أنه واجب , وهذا من مفردات الحنابلة واستدلوا : بالحديث
السابق , فالنبي r نهى عن غمسهما قبل غسلهما , والأصل في النهي التحريم ولا صارف
للنهي عن التحريم والنبي r يقول : "
وما نهيتكم عنه فاجتنبوه " متفق عليه .
والقول الثاني :
أنه مستحب , وبه قال جمهور العلماء .
واستدلوا : 1-
بعموم قول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة
فاغسلوا وجوهكم .."[ المائدة :6 ]
ووجه الدلالة : أن
الله Uأمر
بالوضوء من غير غسل الكفين والآية عامة لمن قام من نوم الليل وغيره .
2- قول النبي r " فإنه لا يدري أين باتت يده " تعليل يدل
على الاستحباب لأن نجاسة اليد مشكوك فيها , والأصل أنها طاهرة فهو اليقين ,
واليقين لايزول بالشك .
ويحتاط المسلم فيأخذ بالقول الأول لقوة دليلهم
ولعدم الصارف عن الوجوب , وأما الاستدلال بالآية فهو عام في الوضوء مطلقاً بخلاف
استدلال أصحاب القول الأول فهو في حالة مخصوصة .
يستنشق ويستنثر بالماء ثلاثاً
لحديث
أبي هريرةَ tأَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ
فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى
خَيَاشِيمِهِ».متفق عليه وفي رواية البخاري :«إِذا استيقظ أحدُكم من منامهِ فتوضّأ فلْيستَنِثر ثلاثاً...».
- اختلف أهل العلم في حكم الاستنثار ثلاثاً
بعد الاستيقاظ من نوم الليل على قولين :
ووجه الدلالة : قالوا : إن بيات الشيطان
هنا لا يُحدث نجاسة حتى يؤمر الإنسان بإزالتها على وجه الإلزام .
والقول الثاني : أن الاستنثار واجب
، لأن الأصل في الأمر الوجوب ولا صارف يصرفه عن الوجوب ، وما ذكره أصحاب القول
الأول ليس صارفاً تقوم به الحجة يصرف الأمر عن الوجوب لأن الحكمة من الأمر
بالاستنثار قد تكون مخفية وليست النجاسة .
ويحتمل أن يحمل المطلق على المقيَّد ففي حديث
الباب الأمر بالاستنثار ثلاثاً عند الاستيقاظ من النوم وجاء في رواية البخاري ما
يُقَيِّدُ هذا الأمر بحال الوضوء ، فإما أن يحمل المطلق على المقيد فيكون المقصود
بالأمر هو حال الوضوء أو يعمل بالحديثين فيكون الاستنثاران واجبين والله أعلم .
فائدة : قوله r
: " فإن الشيطان يبيت على
خياشيمه " اختُلف في معناه : ـ
قيل : إن بيات الشيطان ليس حقيقة وإنما
المراد به ما يكون في الأنف من أذى يوافق الشيطان .
وقيل : هو على ظاهره وأن الشيطان يبيت
حقيقة وذلك لأن الأنف أحد منافذ الجسم التي يتوصل إلى القلب منها , والمنافذ كلها
لها غَلْقٌ إلا الأنف والأذنين فيدخل منها الشيطان , وفي حديث ابن مسعود t
المتفق عليه : " ذكر عند رسول الله r
رجل نام ليلة حتى أصبح فقال النبي r
: ذاك رجل بال الشيطان في
أذنيه أو قال : في أذنه " وأما الفم فله غَلْقٌ أيضاً ولذلك حثَّ
النبي r
على كظم الفم عند التثاؤب ؛ لئلا يدخل الشيطان فقد جاء في صحيح مسلم من حديث أبي
سعيد t
مرفوعاً : " إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه ،فإن الشيطان يدخل " وفي
رواية " فليكظم ما استطاع " وفي المتفق عليه من حديث أبي هريرة t" فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال " ها
" ضحك الشيطان " .
وعلى كل حال الواجب على المسلم الإيمان
والتصديق والامتثال والطاعة سواء علم حقيقة وحكمة ما أُمر به أو خفي عليه ذلك ,
فيكون ذلك من جملة ما خفي عليه من علم الله جل وعلا الذي أحاط بعلمه كل شيء
سبحانه.