(1) من السنة أن يأتي بالاستفتاحات الواردة في صلاة الليل ومن ذلك :
أ. ما جاء في صحيح مسلم من حديث عائشة قالت: " كَانَ – أي النبي صلى الله عليه وسلم- إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلاَتَهُ: «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ , فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ. عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ , أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ , اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم ».
ب. ما جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: « كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا تَهَجَّد من الليل قال: اللهم لك الحمد أنتَ نورُ السماوات والأرض، ولك الحمدُ أنت قيُّم السماواتِ والأرض، ولك الحمد أنت ربُّ السماوات والأرض ومن فيهنَّ، أنت الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، وقولك الحقُّ، ولقاؤك الحقُّ، والنار حقٌّ والجنة حقٌّ، والنبيُّون حقٌّ، والساعة حقٌّ، اللهم لك أسلَمتُ وبك آمنتُ وعليك توكلتُ وإليك أنبتُ وبك خاصمتُ وإليك حاكمتُ اغفر لي ماقدمتُ وماأخَّرتُ وماأسررت وماأعلنتُ، أنت إلهي لاإله إلا أنتَ».
(2) من السنة أن يطيل قيامه , وركوعه وسجوده فتكون جميع أركان الصلاة الفعلية قريبة من السواء .
(3) أن يأتي بالسنن الواردة في قراءته , ومن ذلك :
أ- أن يقرأ مترسلاً , والمقصود أنه لا يحدر أو يهذَّ القراءة هذَّاً .
ب- أن يُقَطِّعَ قراءته آية آية , والمقصود أنه لا يَصِلُ آيتين أو ثلاث من دون توقف بل يقف عند كل آية .
جـ- إذا مرَّ بآية تسبيح سبَّح , وإذا مرَّ بآية سؤال سأل , وإذا مرَّ بآية تعوِّذ تعوَّذ .
ويدل على ذلك : حديث حُذَيْفَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ. فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ. فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ ثُمَّ مَضَى . فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ. فَمَضَى. فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا. ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا. ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا. يَقْرَأُ مُتَرَسِّلاً. إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبيحٌ سَبَّحَ. وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ. وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ. ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ: « سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ » فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْواً مِنْ قِيامِهِ. ثُمَّ قَالَ: «سَمعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ» ثُمَّ قَامَ طَوِيلاً. قَرِيباً مِمَّا رَكَعَ. ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى» فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيباً مِنْ قِيَامِهِ. رواه مسلم .
ولما رواه أحمد في مسنده من حديث أم سلمة: أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان يقطع قراءته آية آية: {بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين }.
-قال ابن القيم في الهدي 1/ 337 : " وكان صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته، ويقف عند كل آية ... وكان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها، وقام بآية يرددها حتى الصباح " وقال (ص240): " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسر بالقراءة في صلاة الليل تارة ويجهر بها تارة، ويطيل القيام، ويخففه تارة، ويوتر آخر الليل وهو الأكثر وأوله وأوسطه".
(4)- يسلم من كل ركعتين
لحديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ فقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ كَيْفَ صَلاَةُ اللَّيْلِ؟ قَالَ رَسُولُ اللّهِصلى الله عليه وسلم «صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى. فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ ». متفق عليه.
والمقصود بـ (مَثْنَى مَثْنَى) أي يصلي اثنتين اثنتين فيسلم من ركعتين ولا يصلي أربعاً جميعاً.
ولحديث عَائِشَةَ الذي تقدم ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلاَةِ الْعِشَاءِ إِلَى الْفَجْرِ، إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً . يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ. وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ . متفق عليه .
(5)- من السنة أن يقرأ في آخر ثلاث ركعات سور معينة
يقرأ في الركعة الأولى ( سبح اسم ربك الأعلى ) وفي الثانية (قل يآأيها الكافرون) وفي الثالثة (قل هو الله احد ) فقط .
ويدل على ذلك: حديث أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ رضي اللع عنه ، قال: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبَّكَ الأَعْلَى وَقُلْ يَا أَيُّها الكَافِرُوْن وَقُلْ هُوَ الله أَحَدْ ». أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه.
(6) أن يقنت في وتره أحياناً
- قال ابن القيم في زاد المعاد (1/276 ) : " فإن القنوت يطلق على القيام، والسكوت، ودوام العبادة، والدعاء، والتسبيح، والخشوع " والمقصود به هنا الدعاء وذلك في الركعة الثالثة التي يقرأ فيها سورة الإخلاص.
والقنوت في الوتر من السنة فعله أحياناً وتركه أحياناً , واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ، والأولى أن يكون الترك أكثر من الفعل.
والتعليل: أنها قد جاءت أحاديث كثيرة تصف وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة وأم سلمة وابن عباس وحذيفة وابن مسعود وليس في شيء منها أنه قنت في الوتر، وعائشة من الملازمين للنبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم تنقل أنه قنت في وتره .